الأحد، 5 نوفمبر 2017

فارس الاستنارة والتجديد





فارس الاستنارة والتجديد



احتشدت التعليقات بوسائل التواصل الاجتماعي حول المقابلة  التي اجراها سمو ولي العهد بمنتدى مبادرة المستقبل... حركات الاستنارة والشباب المتطلع الى نبذ سطوة الفكر الراديكالي المتشدد وفتح آفاق الانطلاق نحو اقتحام العولمة الثقافية والاقتصادية ،  كان متوهجا و ثائرا جدا ،  تعليقاتهم أوضحت أشواقهم للتغيير ،  ورجال القانون على وجه الخصوص رأوا في الأمير وجها لتحسين الأنظمة القانونية بالدولة وخاصة فيما يتعلق بقوانين التعيين في المؤسسات العدلية كالقضاء والنيابة العامة وغيرها لتشملهم وتعترف بإمكانياتهم الضخمة في عكس التطورات الحداثوية في مجال الأنظمة والفلسفات القانونية والسياسات التشريعية . 

كثيرون في المقابل سيبدو عليهم القلق لأنهم قد يخسرون مراكزهم ومزاياهم الوظيفية والمالية والأدبية. لذلك فمن الطبيعي انهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يشهدون انهيار المراكز القديمة وارتفاع الصروح الحديثة نحو أفق السماء. حقيقة انتشينا جدا بخطاب ولي العهد في منتدى مبادرة المستقبل، ورأينا روحا شبابية ترف على آفاق حلم الشعب السعودي ... ثلاثون عاما... لن ننتظر ثلاثين عاما أخرى؛ هكذا قال سموه في جملة مختصرة، تختصر العقود التي مضت. لتعلن الخروج من عباءة الغفوة الى عصر الحديث الجديد، ولتعلن عن الخروج من العزلة الذاتية الى الاندماج والانفتاح المعرفي.

جاءتني اتصالات عديدة تبارك وتبشر بعهد جديد، حتى من غير السعوديين، ويبدو ان الشباب العربي أيضا يتابع هذه التطورات عن كثب، فقد مل هذا الشباب من الأطروحات التي مضت عليها عشرات السنين والتي أدت الى انحباس أنابيب التواصل مع التطورات العلمية والثقافية والفنية والأدبية.

إنني من هنا أنوه وأنبه الى أن الحرس القديم لن يسكت، وان علينا كمستنيرين ان نقف مع مهندس النهضة ومشرع قوانينها بكل قوة، وان ندعمه معنويا، وان نبشر برسالته في كل فسحة وبكل فج عميق. 

حفظ الله سموه لنا وللمملكة ولمستقبل هذه الأمة وابعد عنه كيد الكائدين والحاقدين حتى ينير الحق ويستبين.



د. فهد بن نايف الطريسي

أستاذ القانون المشارك بجامعة الطائف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق