السبت، 15 يوليو 2017

العام الدراسي الجديد

العام الدراسي الجديد

22 سيبتمبر 2013
د.فهد بن نايف الطريسي

هناك مقولة سائدة عند علماء البرمجة اللغوية العصبية ، وهي أنه لا أحد يبدأ من الصفر . لأن الصفر عدم والعدم لا ينتج سواه. ولكن هناك إرادة ننطلق منها ، وهناك مكونات لهذه الإرادة. وهذه كلها مركب قوة محركة للإرادة أودعه الله فينا لتعمير الأرض. ثم وعي يتحد بالإرادة ليكوِّنا الطاقة الأولى للبناء. إذاً؛  نحن لا نبدأ من الصفر ، بل على العكس نحن نبدأ دائماً من ملكيتنا للإرادة والوعي وهما هبتان من الله سبحانه وتعالى. وهما أساسٌ لكل شيء. بلا إرادة لا نستطيع السيطرة على ما حولنا ، ومن غير الوعي ، تكون سيطرتنا عشوائية وخطرة.
إذا ً؛ فإن العام الدراسي الجديد ، لا يعني أننا نبدأ من الصفر ، بل نبدأ أولاً من القوة الذاتية وهي القوة النشطة (الإرادة) ، ثم قوتنا الذهنية وهي الوعي. هذا الوعي تشكله تراكماتنا المعرفية التي اكتسبناها خلال حياتنا منذ الطفولة من الأسرة والمجتمع والمدرسة وسنواتنا السابقة في الجامعة ونظل نكتسبها علماً وعملاً إلى أن يقضي الله بأمره ؛ ولكل أجلٍ كتاب.
إن بداية العام الدراسي هي بداية عمياء من توقعات الدارسين ، إن الأمر ينطلق لديهم -وبشكل أوَّلي- من التساؤل حول سهولة أو صعوبة المقرَّرِ الدِّراسيِّ. والواقع أن هذا التساؤل خاطئ تماماً. فلا يوجد منهج دراسي سهل ، كما لا يوجد منهج دراسي صعب. كل ما في الأمر أن التقييم يجب أن يبدأ بالنقطة الأولى الحقيقية ، وهي: هل نريد أن يكون المقرر سهلاً هذا العام بخلاف السنوات السابقة أم نريده صعباً. نعم فالطالب هو من يريد وليس المقرر. إن الطالب هو من يحدد منذ البداية إذا ما كان سيسمح للمقرر بأن يسيطر عليه ، أم يسيطر هو على المقرر. فإذا اتجهت إرادة الطالب إلى السيطرة على المقرر منذ البداية فسوف ينتهي إلى إلمام تام أو شبه تام به. ولا شك أن هناك عوامل كثيرة تلعب دورها في بذرة الإرادة لدى الطالب؛ منها العامل الأساسي وهو الوعي العام بأهمية المرحلة ، كما أن للمراحل السنية وما يصحبها من تغيرات فسيولوجية وسايكولوجية دور في جذب الطالب إلى خارج قاعة المحاضرات أو إلى داخلها.  
كذلك فإن الشغف الخاص بعلم من العلوم أو بفن من الفنون أو رياضة ما ؛ يلعب دوراً في إنجذاب الطالب إلى الدراسة أو النفور منها.هذا بالإضافة إلى العلاقات الإجتماعية مع الزملاء والدكاترة. لذلك فإن عملية توجيه الطلبة توجيهاً معنوياً وفكرياً يجب أن تكون قائمة كآلة من الآليات الداعمة لمنظومة التدريس في الجامعة. وأن نجاحها مرهون بجدية طرحها للطلاب بالإضافة إلى قابلية الطالب نفسه للتغيُّر والتَّعلُّم والإستفادة من المقررات الدراسية.
أخيراً أتمنى أن يكون هذا العام الدراسي عاماً تنطلق فيه قدرات الشباب من الطلاب نحو الجد والجدية ، والمثابرة في وضع لبنة الإنطلاق لمستقبلهم العلمي والعملي ، والتأسيس لبنائهم الأخلاقي والديني. عملاً بالإرشاد القرآني العظيم حين قال عزَّ وجلَّ:
بسم الله الرحمن الرحيم
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
صدق الله العظيم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق