السبت، 15 يوليو 2017

وطني في يومنا الوطني

وطني في يومنا الوطني



     كانت الحكمة  السعودية هي التي وحدت هذه البلاد بعد أن كانت ممزقة الشعث مفرقة الأجزاء ؛ فهل أتي علينا حين من الدهر ونسينا الماضي؟ ( نعم ان كثير من النشء انفصلوا عن ماضيهم وتاريخ اجدادهم على سبيل المثال مجندي داعش والفكر الضال) إن اليوم يحتاج إلى حكمة الماضي لكي يكون احتفالنا واحتفاؤنا بالوحدة نابعا من صميم حاجتنا إليها . حاجتنا التي تنبع من التحديات الراهنة. النصر المطلوب على تهديد الجوار ، وتهديدات الإرهاب الذي يحاول بث الأفكار والمفاهيم التمزيقية لمكونات الأمة على أسس طائفية ومذهبية. وعلاقتنا الخارجية التي  ترسخ مبدأ سيادة المملكة على أراضيها وإرادتها وتعزيز تأثيرها عربيا واسلامياوعالميا    
    إن طموحات الشعب-في ظل قيادتنا الرشيدة- ليس لها سقف كفاية؛ بل يجب ألا تكون لها حدود ، ومسيرتنا تزداد خطواتها ثباتا وعزما وحزما وقوة نحو الأمل . إن قيادة الملك سلمان تتجه نحو أنهاء القضايا التي كانت عالقة بحسم ، ونحن كشعب ننتظر من هذه القيادة المزيد والمزيد.

على قدر اهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
     
      إن احتفاءنا باليوم الوطني يجب أن يكون احتفاء بالعمل والجد والمثابرة وتكريس سيادة القانون، احتفاء بتاريخ وجهود المؤسس الملك عبدالعزيز لتوحيد وتثبيت أركان البلاد. واحتفاء بالوحدة عبر التكاتف الجماعي قيادة وشعبا ضد المهددات الداخلية والخارجية . ضد المحاولات الدؤوبة للمد الفكري الشاذ الذي يحاول اجتياحنا وسلب هويتنا لحساب هوية أو هويات لا علاقة لنا بها.

     ويأتي دور والموسسات التعليمية والثقافية في طليعة الأدوار عبر تطوير حراك محددات الثقافة من تأليف وطبع ونشر وترجمة ونقد فكري بناء لعكس تاريخنا وثقافتنا للآخر. وعلى المثقف أن يؤمن بأننا في هذا العصر إنما نخوض صراع فكريا وهو صراع ينهزم فيه المفتتون الممزقون وينتصر فيه المتماسكون المتحدون ، وعلى المثقف أن يدرك بأن السلام تحميه القوة. إننا الآن نخوض هذا الصراع سياسيا واقتصاديا وثقافيا لكي نؤمن أنفسنا من الانزلاق في الفتن والتمزق. والسلاح الأول ليس البندقية بل القلم.
لقد خطت المملكة خطوات جبارة في مجالات التعليم والصحة والأمن والأسرة ، ويجب ألا نهدر هذه المكتسبات وألا نترك للأعداء فرصة لسلبها وتضييعها.
وفي سبيل ذلك لابد من تكريس المواطنة بإحياء التاريخ الوطني والالتزام بسيادة القانون واحترامه وحفظ هيبته بالتزام اجراءاته ومعاقبة من يخالفه.

   أخيرا فإننا لا زلنا على عهدنا وبيعتنا لنصرة قيادتنا الرشيدة سلما أو حربا . وأن جنح أعداؤنا للسلم فسنجنح لها ، وكما قال الشاعر:

الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا بنفس حرة
بلغت من العلياء كل مكان
ولربما طعن الفتى أقرانه
بالرأي قبل تطاعن الأقران

سلم مليكنا وسلمت مملكتنا وأدام الله الخير على يد قيادتنا الرشيدة وأعاد الله علينا هذا اليوم ونحن في خير وبركات ..  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق