برنامج التحول الوطني ؛ هو ثورة
حداثوية بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، إنه قطيعة مع الماضي وبناء للمستقبل الذي من
المفترض أن تكون عليه المملكة . فهو ليس رؤية بقدر ما هو برنامج نهضوي ، وربما
كانت أزمة انخفاض اسعار النفط هي الدافع فرب ضارة نافعة وربما كانت رؤية دافعها
مواكبة العولمة الاقتصادية والثقافية والأمنية ، أي الأمن بمفهومه العام الواسع
الذي يشمل الأمن الاقتصادي والسلام الاجتماعي ، انطلق البرنامج ليحقق تحريرا
اقتصاديا شاملا ، دون نسيان دور الحكومة في دعم الشرائح الضعيفة وتوفير مناخ معيشي
صحي لها ، ولكن الأهم هو التحول الى التحرير الاقتصادي ، وبالنسبة لي كقانوني فإنه
يعني إعادة فحص وسن قوانين جديدة أكثر انفتاحا على العولمة ، أي أننا سنواجه بثورة
تشريعية مقابلة لكي يسير هذا البرنامج على قدمين ويتحول من رؤى إلى واقع معيش .
سيؤدي هذا التحول الاقتصادي الى
التحول لاقتصاد السوق ومن ثم توفير فرص للقطاع الخاص وللاستثمار ومن ثم تخفيف تدخل
الحكومة في الأداء الاقتصادي إلا ما يحقق التوازن وهو بالتالي ليس برنامجا
رأسماليا بقدر ما هو اجتماعي ، وأعتقد أنه سيحتاج الى حراك من كافة الجهات
المعنية بالتنفيذ ونقل ما على الورق إلى الحياة المعيشة ، أي أننا سنشهد حراكا
ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وقانونيا عدليا ، وسنشهد حراك من داخل القطاع
العام الحكومي لبلورة الرؤية الى الواقع.
وبما أن هذا البرنامج نتاج لعزم سياسي وتحت رعاية واشراف مباشر من
ولي ولي العهد فإنه سيتميز بالجدية والمثابرة بروح شبابية وثابة ومتطلعة الى
التفوق.
إن صح هذا البرنامج وصدق تفعيله الى الواقع فإنه قد آن لنا الاحتفاء
به وجعله يوم عيد وطني ، فالمملكة الآن تخرج من عباءة الاقتصاد الريعي الى التنوع
الاقتصادي وتنويع موارد الدولة بما يعني نموا عاما لكافة امكانيات هذا الوطن
الممتلئ بالخيرات والبركات .
وفق الله ولاة أمورنا لما فيه الخير وندعو الله أن يحقق طموحات
قادتنا في تحويل المملكة الى نمر اقتصادي جديدة في القارة الآسيوية والشرق الأوسط
والوطن العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق