السبت، 15 يوليو 2017

عاصفة الحزم .. القرار والشرعية

عاصفة الحزم .. القرار والشرعية
دكتور فهد بن نايف الطريسي
أستاذ القانون المشارك بجامعة الطائف
لقد كان عام 2004م بداية صراع الحوثيين مع الحكومة اليمنية، وسعى الحوثيون وبدعم من إيران إلى إخضاع الشعب اليمني بقوة السلاح، كما تهدف إيران من وراء هذا الدعم إلى زعزعة أمن واستقرار الدول العربية.
ولقد وصل الأمر في اليمن إلى الحد الذي لا يستطيع معه أحد أن ينكر أن ما يحدث في اليمن بات يشكل تهديداً لأمنها القومي، وأمن الخليج العربي الوطني والفكري، بل والدول العربية جميعها.
وقد استنفذت الدبلوماسية السعودية الحلول السلمية في تسوية النزاعات اليمنية.  وقد فطن خادم الحرمين الشريفين لتسارع الأحداث على الأراضي اليمنية من قبل الحوثيين، وبدعم من إيران، والذي انتقلت منه الدبلوماسية السعودية بشكل سريع ومدروس من مرحلة وضع الاستراتيجيات مرورا بمرحلة إدارة الأزمة الى مرحلة المواجهة الحازمة ، وذلك من خلال إطلاق "عاصفة الحزم"، وذلك من أجل الوقوف إلى جانب الشرعية اليمنية في وجه تلك المليشيات الغاصبة التي تسعى إلى إذلال وخنوع وخضوع الدول العربية.
وقد لقي هذا القرار التاريخي التأييد الشعبي والإقليمي والدولي وكان نابع من اقتناع  بأهمية تحقيق دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة, وتزداد أهمية هذه المشاركة والتأييد في الوقاية من الأزمات والكوارث ومواجهتها مستقبلا.  وكأن العالم العربي والإسلامي كان في انتظار إلى مثل هذا القرار ولا سيما في ظل هذا التوقيت، الذي كادت أن تسحب فيه الشرعية من تحت أقدام الرئيس الشرعي اليمني عبد ربه منصور هادي، وما يترتب على هذه النتيجة من تداعيات وآثار سلبية ليس على دول الخليج فحسب، ولكن على الدول العربية جميعها.
ومن هنا يمكن القول بأن أهمية القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفيين في إنقاذ الشرعية في اليمن، تنبع من عدة نقاط أهمها ما يلي:
§       أن هذا القرار يعد وقوقاً بجانب الحق والشرعية المتمثلة في الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي في وجه قوى تريد زعزعة واستقرار وأمن دول الخليج بصفة خاصة، والدول العربية بصفة عامة.
§       يمثل هذا القرار بارقة أمل لعودة المحور العربي إلى لعب دوره من أجل مواجهة أطماع الفرس في منطقتنا العربية.
§       جاء هذا القرار في وقت تجاوز فيه الحوثيون -ومن يدعمهم- كل القيم الأخلاقية والوطنية والسياسية، حتى بات سرطاناً ينخر في المجتمع اليمني، ومن بعده المجتمع الخليجي والعربي، ومن ثم كان لابد من هذا القرار الحاسم من أجل إعادة الأمور إلى نصابها.
§       تنبع أهمية هذا القرار أيضاً من منطلق العلاقات التاريخية والثقافية والدينية التي تجمع بين اليمن والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن المصير المشترك بين البلدين، ومن ثم فإن المملكة تدرك تماماً أن ما يضر اليمن بطبيعة الحال يضرها، من هنا كان الوقوف بجانب اليمن أمراً حتمياً لا مفر منه.
§       إن هذا القرار كان بادرة لتوحيد الصفوف العربية والإسلامية، إذ لم نجد هناك إجماع واتفاق بين الدول العربية على أمر ما أو موضوع ما مثلما لاقى هذا القرار من إجماع واتفاق لا مثيل له من الدول العربية والإسلامية.

ولا يسعنا في النهاية إلا أن نشيد بقرار الملك الحاسم والفاصل، فلقد كان وبحق قراراً مفصلياً ومعبراً عن إرادة الدول العربية والإسلامية، وجاء بعد اتباع سياسة الحوار الوطني لحل الأزمة بالطرق السلمية والودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نطاق تجريم التأييد والتعاطف مع الجماعات الإرهابية

نطاق تجريم التأييد والتعاطف مع الجماعات الإرهابية د.فهد بن نائف الطريسي أستاذ القانون المشارك بجامعة الطائف ...